الثلاثاء، 6 نوفمبر 2018

لماذا يملك الرجل حلمات؟

ينبع الاختلاف من رحم الطبيعة، لذلك يختلف كلّ البشر في ما بينهم كما تختلف النباتات والحيوانات، ولكنّ مهما كان هذا الاختلاف كبيرا فان بعض النقاط حتما ستجمعنا وتوحّدنا وان كانت أفكارا أو أحداثا أو حتى جسدا.




فهل فكّرتكم ولو لمرّة واحدة لماذا يملك الرجال حلمات وأثداء بالرغم من أن الطبيعة تنقذهم من مهمة الرضاعة؟ وما هو سبب وجودها إذا لم ينتجوا قطرة واحدة من الحليب؟

منطقيا، كان لا بدّ من أن تختفي حلمات الرجال خلال التطور إلا أن الطبيعة قد قررت خلاف ذلك وواصلت قرارها في جعلها على صدورهم.

لفهم هذه الظاهرة، يجب علينا قبل كلّ شيء العودة إلى أصل الحلمة وهي عملية تبدأ قبل الولادة ...

كل شيء يحدث في الساعات الأولى بعد الإخصاب، خلال المراحل الأولى من تطور الجنين، حتى مرحلة معينة، يتطور الأولاد والبنات بنفس الطريقة وبالتالي يطورون كلا الحلمتين.

ففي الأسابيع الأولى يتم التعبير عن كروموسوم X فقط، الكروموسوم الأنثوي، بما في ذلك للذكور.

لمدة ستة أسابيع يكون التطور غير جنسي، فيما بعد من ستة إلى سبعة أسابيع يتغيّر قدر الجنين.

فإذا كانت فتاة، يدخل الكروموسوم X الثاني حيز اللعب لحث ظهور المعالم التي تتميّز بها الإناث (الفرج والرحم والمبيض) وتوليد إنتاج الهرمونات الأنثوية مثل هرمون الاستروجين والبروجسترون.

أما إذا كان صبيا، فالكروموسوم Y سيكون في المقدّمة ليتحكم في تكوين الأعضاء الذكرية (القضيب والخصيتين)، وفي هرمون الذكورة وهو التستوستيرون.

ولكن في هذه الأثناء، يكون الجنين الصغير قد بدأ قبل هذه الفترة في تشكيل بعض من معالم الجسد كالحلمة، لذلك يساعد ظهور الكروموسوم الثاني المحدد للجنس في تطوير الحلمة أو الإبقاء على شكلها البدائي وهو الحال مع جنس الذكور.

هذا الأمر يفسّر وجود سرطان الثدي ليس فقط لدى النساء ولكن لدى بعض الرجال الا أن المخاطر تكون عادة منخفضة، حيث يصاب حوالي 1٪ من الحالات التي تعاني غالبا من السمنة والاستهلاك المفرط للكحول التي تعتبر من ضمن العوامل الرئيسية.

حقا ان الطبيعة متطوّرة ومتغيّرة...لذلك لا عجب ان رأينا رجلا بحلمات دون فائدة أو دجاجة أو نعامة بجناحين دون أن تحلّق في هذا الكون الشاسع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق