الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

كيف تتخلَص من الأفكار السَلبيَة ؟









إنَ الأفكار السَلبيَة والسَيئة تأكل صاحبها بشدة وبسرعة كبيرة كما تأكل النيران الأوراق الخضراء فتحوَلها إلى فتات تحمله رياح الأزمات والمشاكل النفسية إلى مكان لا مخرج منه ، لذلك فإنَ مفتاح السَعادة النَفسية والرَاحة الجسديَة يكمن في السيطرة على الهواجس والموجات السلبية التي تنقل إلينا سواء عبر أشخاص سلبيين محيطين بنا او من خلال ما نواجهه من مشاكل وإضطرابات في حياتنا اليومية على مختلف المستويات (العائليَة ، المهنية ، الاجتماعية وحتى في علاقاتنا العاطفيَة )والتي تعد من أكبر الأسباب المولدة للطاقة السلبيَة والأفكار السوداء المدمَرة .

ما تفعله هذه الأفكار بالفرد

إنَ تواتر وتكدَس الأفكار السَلبيَة والسوداوية داخل عقل الإنسان نتائجها وخيمة فتفاقم التفكير في المشاكل وتعداد المصائب والخيبات والوقوف المفرط على أطلال الفشل المتكرر من شأنه أن يحبط الفرد ويزيد من عجزه الفكري والإجتماعي ويضعف ثقته بنفسه بل قد يصل به الأمر إلى الإكتئاب والتفكير في وضع حدَ نهائي للحياة.

يلعب التَفكير السَلبي دور العائق في حياة الإنسان فيضعه في دوَامة دائمة من الخوف والكآبة والحيرة وعدم الإيجابية ويحبط فرامل الطموح لديه، حيث يصف علم النفس هذه الحالة بالتزعزع الداخلي لنفسية الإنسان المنجرَ عن قلة الثقة بالنفس ومختلف الضغوطات الداخلية والخارجية الملمة بالإنسان.



أسباب تكوَن الشَخصيَة السَلبيَة

يرى خبراء علم النَفس والإجتماع أنَه من العوامل الأساسيَة المسببَة لظهور الأفكار السلبيَة وبالتالي تكوَن الشَخصيَة المدججة بالنواقض والتضاربات والعقد النفسية هي الشعور بالنقص وكثرة المشاكل والضغوطات إضافة إلى الغيرة الشديدة من الغير وعدم القدرة على إثبات الذات وقد تكون الأسباب أيضا مرتبطة بوضعية معينة أو أحداث وقعت في الماضي البعيد للشخص خاصة خلال مرحلة الطفولة التي تلعب دورا كبيرا في كيفية تكوين شخصية الفرد وطريقة تعامله مع الواقع والاخرين، فنجد أن الشخص السلبي  يؤثر على الآخرين بطرق مختلفة كالتعبير عن رأيه بعنف لفظي غير مقبول لايكون بالضرورة شديد العنف  فقد تكتفي الشخصية السلبية بالنقد اللاذع أو المفرط لإحباط الشخص الآخر وإشعاره بعدم أهميته وقد نجده إنطوائي أيضا ولا يحبذ مخالطة الآخرين أو يقوم بتقليد شخص ناجح فيفشل في ذلك وهو الأمر الذي يدفعه إلى مزيد من الأفكار السلبية غير البناءة. 
يقدًم خبراء النفس والسلوك نصائح فعَالة للتخلص من الأفكار والسلوكيات السَلبيَة:
ضرورة تغيير طريقة التفكير ومحاولة رؤية الأشياء من جانبها المشرق لا المظلم ولتحقيق ذلك يجب علينا تغيير عادتنا التي نغير بها طريقة مواجهتنا للتحديات و الصعوبات اليومية و كيفية تعاملنا مع الآخرين فلكل إنسان شيء يميَزه لذلك يجب على كل فرد البحث عن هذه الميزة وإكتشاف مواهبه الفطرية والمكتسبة وخاصَة التركيز على الإيجابيات و العمل على علاج السلبيات وخاصَة إبعاد كل ما هو سلبي من دائرة حياة الفرد اليومية سواء كانوا أشخاص أو أشياء (صور ، رسائل .......) التي تتعلق بماضي حزين أو ذكرى مؤلمة.
رغم أنَ الفشل والألم هما أمران واقعيان ويرتبطان إرتباطا وثيقا بالواقع وبسنة الحياة الوجوديَة إلاَ أنَ هذا لا يعني أن نستسلم لأفكارنا الجنونية وإضطراباتنا المأساوية التي تحصرنا في دائرة سلبية لا مفر منها لذلك يجدر بكل شخص المقاومة والتغلب على مثل هذه الأفكار ليكون إيجابي ومنتج ومفيد لنفسه ولمجتمعه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق