الأربعاء، 19 ديسمبر 2018

إنجاب الأطفال يسبب الاصابة بأمراض القلب

كل الامهات تعلم جيّدا أن رعاية الأطفال ليست بالمهمّة السهلة والممتعة، فهي تؤدي إلى مشاكل النوم، والتعب، والإجهاد ...ووفقا لدراسة جديدة، فأعراضها أكثر حدّة لأمهات الأسر الكبيرة التي من الممكن أن تؤدي إلى اضطرابات القلب والأوعية الدموية.



وعلى سبيل المثال ففي فرنسا، تعدّ الأمراض القلبية الوعائية السبب الرئيسي للوفاة بين النساء (27.2 ٪ من وفيات عام 2013)، مقارنة بأمراض السرطان (24.6 ٪ من الوفيات).

خلال فترة الحمل، يخضع جسم المرأة للاضطرابات التي نذكر من بينها: زيادة الوزن، زيادة الدهون في منطقة البطن، خطر الإصابة بالسكري ... ونظرا لتلبية الطلب المتزايد على ضخّ كميات أكبر من الدم، يتزايد عمل القلب.

وعلى الرغم من أن هذا الوضع مؤقت، فقد يكون له عواقب وخيمة على مر السنين، وحالما يولد الأطفال تنقسم حياة الأمهات بين العمل والتعليم والأعمال المنزلية الأمر الذي لا يترك لها مجالاً كثيراً للرياضة أو الاسترخاء أو حتى الاستمتاع بيومها الذي لم يعد ملكا لها وحدها.

لذلك يمكننا أن نتصور أن الأمهات اللواتي ينتمين إلى العائلات الكبيرة هنّ أكثر عرضة لتطور اضطرابات القلب والأوعية الدموية.

وفي دراسة أجرتها مؤخراً مجلة صحة المرأة، راقب الباحثون 8،883 امرأة أميركية تتراوح أعمارهن بين 45 و64 سنة لمدة 30 عاماً.

ووجد الباحثون أنه كلما زاد عدد الأطفال لدى المرأة، كلّما زاد معدّل معاناتها لاحقا من السكتة الدماغية أو أمراض القلب.

فالمرأة التي أنجبت على الأقل خمسة أطفال، تعاني من خطر السكتة الدماغية وقصور القلب بنسبة 26٪ مقارنة بالأم التي أنجبت طفلا أو طفلين فقط.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد أوضحت الدراسة أن النساء المحرومات من الاطفال أو اللواتي أجهضن أو عايشن تجربة الحمل الكاذب قد سجّلت نسبة زيادة مخاطر القلب والأوعية الدموية لديهن بنسبة 64٪ بالمقارنة بالأمهات اللواتي أنجبن ويمكن أن يكون هذا الأمر مرتبطًا بالإجهاد الناتج عن الإجهاض أو المشاكل الصحية الأخرى.

كما تشير الاحصائيات أيضا أن مخاطر القلب والأوعية الدموية تتربّص بالرجال أيضا كلّما زاد عدد الأطفال.

وفي نفس السياق ولكن من زاوية مختلفة يرى الباحثون أن إنجاب الأطفال يمكن أن يكون له أيضا فوائد لصحة الأمهات: النساء اللواتي لديهن عدد أكبر من الأطفال هنّ أقل تعرضا لسرطان المبيض وبعض سرطانات الثدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق