الجمعة، 5 أبريل 2019

التَدخين : قاتل صامت وطريق مختصرة إلى الموت

لا يمكن لأحد أن ينكر ما يسبَبه التَدخين من أضرار على الجسم و مختلف المستويات الصحيَة خاصَة العضويَة والوظيفيَة.




 وأكبر دليل على ذلك أنَه يعتبر اليوم من الأسباب الرَئيسيَة والمثبتة علميَا وطبيَا للوفاة في العالم خاصَة بعد أن أثبتت جميع الدَراسات والبحوث أنَ التَدخين هو المسؤول الأساسي عن إصابة الالاف بالأمراض السَرطانيَة بمختلف أنواعها "سرطان الرئة ، الحنجرة ، المعدة ...إلخ إضافة إلى أضراره التي لا تحصى ولا تعد وتأثيره الشَنيع على صحَة القلب وشرايين الجسم بشكل عام إضافة إلى أضرار أخرى تتطلَب العديد من السطور والصَفحات للحديث عنها وتفسيرها ، سلبيات تجعلك تتساءل في قرارة نفسك لماذا يصر الإنسان على تدمير ذاته وجسده رغم حبَه للحياة ؟ لماذا يشتري الموت بماله رغم علمه أنَ الموت قادم لا محالة؟ وإلى متى تتواصل تجارة التَبغ التي تبيع الموت للإنسانيَة وتتسَبب في آلاف المآسي سنويَا دون أن يشعر صنَاع الموت باالذَنب أو الأسى لما يرتكبونه من جرائم في حق الحياة والإنسانيَة بشكل عام ؟

وفيَات بالآلاف سنويَا بسبب التَدخين الذي يجعل هؤلاء يموتون بعد صراعات طويلة ومؤلمة مع الأمراض المزمنة أو الخبيثة النَاتجة عن إستهلاك هذه الآفة.
ورغم المجهودات العديدة التي تقوم بها مختلف المنظَمات والجمعيَات ومختلف الهياكل العاملة لمكافحة التَدخين يواصل عبيد هذا القاتل الصَامت تعاطيه وإدمانه وإذا ما تأمَلنا في مستوى الخطورة والأذى الذي تسبَبه الأمراض السَرطانيَة النَاتجة عن التَدخين سندرك تماما أنَ مكافحة التدخين هو في حدَ ذاته تحد للمرض وللموت.

الأنانيَة وغياب الوعي من الأسباب

وحسب معطيات شاملة نشرتها منظَمة الصحَة العالميَة فإنَ التدخين يقضي على حياة أكثر من 7 ملايين شخصا سنويَا في العالم حيث نشرت المنظَمة تقريرا مفصَلا عن أضرار التَدخين الصحيَة والبيئيَة فالتَدخين لا يدمَر الصحَة فقط إنَما يفتك بالطَبيعة أيضا.

بل وذهب بعض العلماء إلى تشبيه التَدخين بالوحش القاتل للإنسانيَة والعدو الأول للحياة خاصَة وأنَ أغلب أطبَاء الأورام السرطانيَة يرون أنَ المدخَن يشتري الموت بحرَ ماله وبإرادته خاصَة وأنَه علميَا يمكن تجنَب الأمراض النَاتجة عن التَدخين والتي بدورها سبب أغلب الوفيَات المسجَلة سنويَا حول العالم لذلك فبتقليل نسبة المدخَنين تنخفض نسبة الوفيات النَاتجة عنه.

ولقد أثبتت دراسات منجزة حول أضرار التَدخين أنَ هذه الآفة تقضي على نصف المدخَنين حول العالم وهي حقيقة مرعبة وخطيرة أيضا ونأخذ بلادنا التونسيَة كمثال في هذا الصَدد حيث كشفت البحوث والإستطلاعات الوطنيَة المنجزة حول أضرار التدخين ومعدَل الوفيات النَاتجة عنه أنَه يقع تسجيل ما يقارب 30 و40 حالة وفاة بسبب التَدخين وهو معدَل خطير للغاية يكشف عن مستوى قلَة الوعي والإستهتار بخطورة هذه الآفة التي يراها صنَاع الموت أداة سهلة للحصول على الثَراء السريع حتَى وإن كان ذلك على حساب البيئة وحياة الآخرين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق