يقال الرَجال من المريخ والنَساء من الزَهرة فعالم المرأة يختلف كثيرا عن عالم الرَجل فما تراه المرأة صعبا ومؤلما قد يتحمَله الرَجل ويتعايش معه والعكس صحيح أي ما قد يصعب على الرَجل قد يهون أمام المرأة ورغم أنَنا نولد ونعيش بفكرة أنَ الرَجل أقوى من المرأة على مختلف المستويات إلاَ أنَه وفي مواطن عديدة أثبتت المرأة أنَها الأقوى ، ولعلَ خير دليل على ذلك هو إختيار الخالق عزَ وجلَ للمرأة لتتحمَل آلام الحمل والولادة لأنَ صبر المرأة وقدرتها على التَحمَل تفوق بكثير قدرة الرَجل ، ورغم جميع هذه المميَزات تبقى المرأة ضعيفة في بعض النقاط إضافة إلى ضعفها البدني مقارنة بالرَجل وذلك لأنَ مشاعرها وسلوكياتها مرتبطة بمجموعة من التغيَرات الهرمونيَة التي تحدث في جسدها وهذا ما يجعل المرأة مزاجيَة ومتقلَبة ، وهذا ما يجعل المرأة أكثر تأثرا على المستوى العاطفي من الرَجل وأكثر عرضة للأمراض النَفسيَة خاصَة آفة العصر وهو الإكتئاب ،فكيف يصيب هذا المرض النَفسي المرأة وماهي أهم العوامل المسبَبة لذلك ؟
تؤكَد الدكتورة الألمانيَة آني ماريا لا يمكولر وهي طبيبة مختصَة في العلاج النَفسي وتعمل في قسم الطب النَفسي التايع لجامعة ميوتيخ أنَ أعراض الإكتئاب عند الرجال أخف بكثير من التي تسجَل عند المرأة لأنَهم لا يصابون بنوبات إكتئاب شديد إلا نادرا فعلامات الإكتئاب عندهم غالبا ما تنحصر في شرب مفرط للكحول ، السَلوك العدواني ، تعاطي المخدَرات ...إلخ وجميعها يستعملها الرَجل كوسائل لتفريغ مشاعر الضغط والتَوتر النَفسي التي تصيبه لأسباب مختلفة ، وترى الأخصائيَة أنَ الرَجال أكثر صمودا من النَساء أمام الإكتئاب خاصَة وأنَه قادر على تجاوزه من خلال تكثيف التَمارين الرَياضيَة (الملاكمة (البوكس) ، قيادة السيارات ، كرة القدم ...) ، هذه الظَروف لا نجدها عند المرأة خاصَة العربيَة التي غالبا ما تكون حياتها محدَدة داخل دائرة من القواعد والأعراف التي لا يجب تجاوزها لذلك تكون أعراض الإكتئاب عندها أشد وأخطر التي قد تصل إلى الإنتحار خاصَة وأنَها لا تمتلك وسائل الترفيه والتَفريغ التي يمتلكها الرَجل .
وهذا ما يدعونا إلى التَساؤل عن الأسباب التي تقف وراء إصابة المرأة بالإكتئاب ؟
غياب العدالة الإجتماعيَة والمعيشيَة بين الرَجل والمرأة
غالبا ما تكون المرأة أكثر عرضة للعيش في ظروف صعبة أكثر من الرَجال ففي الأرياف مثلا تطغى فكرة الذكر أفضل من الأنثى وهذا ما يفسَر تضحية بعض الأسر الفقيرة بالفتاة عوضا عن الفتى عبر إرسالها إلى العمل في منازل الأثرياء بالمدينة وهي لا تزال في سن صغيرة وهذا ما يجعل المرأة تصطدم بواقعها المرير منذ الصَغر فتواجه ضغطًا نفسيًا زائدًا جرَاء التمييز العنصري والقسوة التي قد تسلَط عليها فتصبح امرأة محبطة لا تملك السيطرة على حياتها فتطوَقها دائرة السلبية وعدم تقدير الذات وجميع هذه العوامل تجعل من المرأة فريسة سهلة إلى الإكتئاب .
ثقل المسؤوليَات على المرأة
شئنا أم أبينا ورغم تسمية الرَجل برب الأسرة وبأنَه قوَام على المرأة والشَخص الذي يتحمَل مسؤوليات العائلة إلاَ أنَ الحقيقة غير ذلك تماما فالمرأة تتعب أضعافا مضاعفة عن الرجل خاصَة إذا كانت عاملة لأنَها ستبذل مجهود مضاعف (العناية بالمنزل ، الأطفال ، الزَوج و القيام بواجبات العمل ، فتصبح المرأة مجهدة جسديَا ومعنويَا أيضا خاصَة إذا كانت تعاني من سلوكيَات خاطئة مسلَطة ضدَها كالعنف اللفظي الذي يعتبره علم النَفس إعتداء نفسيا إضافة إلى إمكانيَة تعرَضها إلى العنف الجسدي ، جميعها حالات تسبب الإكتئاب للمرأة .
ويرى أطبَاء الأمراض النَفسيَة وحتَى خبراء الجهاز العصبي أنَ أعراض الإكتئاب سهلة الإكتشاف حيث يمكن التَفطَن إليها من خلال العلامات التَالية:
- مشاعر مستمرة بالحزن أو الشعور بالذنب أو اليأس.
- فقدان الاهتمام بالأشياء
- العزوف عن الإستمتاع
- إضطرابات في النَوم (النَوم الكثير أو العكس كثرة الأرق)
- الشَعور بالإرهاق وبآلام في المفاصل
- آلام في الرأس (الصداع)
- نوبات بكاء أو العكس الصمت والعبوس (في حالة الصَدمة)
- إضطرابات في الوزن (السمنة المفرطة أو العكس فقدان الشهيَة ترافقها نحافة مفرطة)
- اليأس من الحياة وظهور بوادر وأفكار إنتحارية.
ملاحظة: يؤكَد أطبَاء علم النَفس أنَ أعراض الإكتئاب تختلف من شخص إلى آخر (من امرأة إلى أخرى ) ولكنَ العلامات المذكورة قد تقع ملاحظتها كلَها أو جزء منها على المريضة ولكنَ في مجمل الأحوال غالبا ما تكون المرأة المكتئبة حزينة وعازفة عن مباهج الحياة بمختلف تفاصيلها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق